غير مصنف
لقي الحجاج أعرابياً فقال له : من أين أقبلت ؟
قال الأعرابي : عصاي أركزها لصلاتي ، وأسوق بها دابتي ، وأقوى بها على سفري ، وأعتمد بها في مشيتي لتتسع خطوتي ، وأثب بها النهر فتؤمنني العثر ، وأُلقي عليها كسائي فيسترني من الحر ويقيني من القر ، وتُدنِي إليّ ما بعد مني ، وهي محل سفرتي ، وعلاقة أدواتي ، وأقرع بها الأبواب ، وأتقي بها عقور الكلاب ، وتنوب عن الرمح في الطعان ، وعن السيف عند مبارزة الأقران ، ورثتها عن أبي وأورثها بعدي ابني، وأهش بها على غنمي ، ولي فيها مآرب أخرى كثيرة ..
فتعجب الحجاج من عظم بلاغته إذ عدد فوائد كثيرة للعصا فقط