close
غير مصنف

ذكريات_المدرسة

ذكريات_المدرسة

ا نا _وشياطين_ الطريق
جاء الأستاذاحمد  مدرس اللغة الإنكليزية إلى المدرسة من قريته المجاورة في صبيحة ذلك اليوم و كان قد قرر أن يذهب إلى المدينة بعد الدوام ليطبع أسئلة المذاكرة المقررة علينا في اليوم التالي لكنه لسوء الحظ نسي ورقة الأسئلة في البيت فكلفني أن أذهب إلى قريته كي أجلب الظرف الذي فيه ورقة الأسئلة و قال لي قبل أن أذهب :
اسمع يا لازكين لأني أثق بك كثيراً سأرسلك في هذه المهمة و أرجو ألا تخيب ثقتي فيك و لا تنظر إلى ورقة الأسئلة أبداً .
انطلقت إلى القرية بعد أن وعدته بألا أفتح الورقة أبداً .
انطلقت ماشياً و أنا سعيد بهذه الثقة التي منحني إياها الأستاذ و كذلك لأني تخلصت بذلك من حضور حصة على الأقل من الحصص المقررة في ذلك اليوم
وصلت إلى بيت الأستاذ رضوان و أخذت الظرف الذي كان مفتوحاً و مغرياً جداً لرؤية ما بداخله ، في طريق العودة لم أكن وحيداً فقد تزاحمت الشياطين التي بدأت ترافقني ، و تتناوب في بث الوساوس :
افتح الظرف و اقرأ الأسئلة فلا أحد يراك
انتهز هذه الفرصة الذهبية أيها الغبي …
و غيرها من الوساوس و بالكاد تمالكت و لم أفتح الظرف و لم أخرج ورقة الأسئلة و صرت أسرع الخطا خشية أن أعلن هزيمتي أمام هذه الشياطين .
وصلت إلى المدرسة منتصراً
ناولت الظرف لأستاذ المادة الذي كان يجلس في الإدارة ، فشكرني على مجهودي ثم طلب مني أن أنضم إلى زملائي في الباحة حيث كان وقت الاستراحة ، التف حولي الطلاب و قالوا و بلهفة :
ها لازكين كيف كانت الأسئلة ؟
فقلت : أية أسئلة يا شباب ؟ أنا لم أنظر إلى الورقة صدقوني ،
_ لا تكن أنانياً و أخبرنا عن بعض الأسئلة على الأقل .
_ ليس معقولاً أنك لم تفتح الورقة .
_ و لماذا ليس معقولاً ؟ هذه أمانة و كان يجب أن أكون قدها ، صدقوني لم أر الأسئلة .
غادروا من حولي بين مصدق و غير مصدق . لكن الصدمة التي آلمتني حين جاءني زميل و قال لي :لقد كنت قريباً من الإدارة و سمعت الأستاذ احمد  يقول سأقوم بتأجيل المذاكرة و سأغير هذه الأسئلة .
لمت أستاذي في قرارة ذاتي ، بدا لي و كأن شياطين الطريق تصرخ و تقول لي : ألم نقل لك افتح الظرف أيها الغبي .

ملاحظة : والله يا أستاذ احمد  لم أفتح ورقة المذاكرة تلك و لم أنظر إلى الأسئلة 😉

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى